يطيب لي أن أتقدم بكلمتي بمناسبة إطلاق الهيئة العامة للضرائب والرسوم لموقعها الإلكتروني الذي يعد إنجاز هام على تطوير فكر وإدارة الضرائب في سورية وخاصةً بعد أن أضحت التكنولوجيا حاضرةً في حياتنا اليومية وأصبحت تحتل مكانةً كبيرة في الكثير من الأعمال والأنشطة والفعاليات الإنتاجية والخدمية والتنموية.
وتعدُ هذه الانطلاقة خطوةً مهمة للتواصل مع السادة المكلفين عبر نافذتنا الإلكترونية التي ستقدم لكم في محتواها خلاصةَ جهدٍ دؤوب للانتقال من فكر كان يعتمد على الأسلوب الجبائي في إدارة الضرائب إلى فكرٍ تنموي تكون فيه الضريبة إحدى دعائم التنمية.
ومن هنا برزت أهمية إحداث إدارة ضريبية متطورة في سورية تعمل بكفاءة وفاعلية وتقدم خدمات متميزة للمكلفين من خلال منظومة ضريبية متكاملة سعياً منها لخلقِ مجتمعٍ ضريبي واعٍ وملتزم، وهذا ما تسعى إليه وزارة المالية وتسعى الهيئة العامة للضرائب والرسوم إلى تحقيقه من خلال رفع مستوى أداء العاملين في الإدارة الضريبية إلى أعلى مستوى وتوفير المناخ القانوني الملائم والمساهمة في تطوير القوانين والتشريعات والسياسات الضريبية بما يخدم السياسة المالية والاقتصادية العامة للدولة، إضافة إلى توفير الخدمات للسادة المكلفين باستخدام تكنولوجيا متطورة وآمنة حتى يصبح بإمكانهم الالتزام بواجباتهم الضريبية طواعية وبيسرٍ وسهولة وقد حرصت الإدارة الضريبية على إعطاء المكلف الثقة الكاملة باعتباره يؤدي دوره الوطني في تنمية الوطن من خلال الالتزام طواعية بسداده لضريبته المستحقة عليه قانوناً.
وبهذه المناسبة اسمحوا لي أيها السادة أن أخصص مساحةً من كلمتي لأسلط الضوء على بعض النقاط المنجز منها والذي سيتم إنجازه مستقبلاً.
سيتم استكمال إعادة هيكلة المديريات التنفيذية من خلال الانتقال من التقسيم النوعي إلى التقسيم الوظيفي وصولاً إلى تقسيم المكلفين حسب فئاتهم إلى ثلاث شرائح (كبار ومتوسطين وصغار) دافعي الضرائب وذلك وفقاً لمعايير تحددها الإدارة.
ولابد أن نشير بمناسبة ذلك أن تقسيم المكلفين إلى فئات لا يعني تفضيل شريحة على أخرى في التعامل ولكن نقصد به تقديم الخدمات الضريبية للمكلف وفقاً لإمكاناته.
إنّ الهدف الأسمى لدى الهيئة يتبلور برفع مستوى الالتزام الطوعي للمكلفين بواجباتهم الضريبية من خلال اعتماد نظام يحقق مبدأ الاحترام والثقة والشفافية المتبادلة بين المكلفين والإدارة الضريبية والمتمثل بالتقدير الذاتي وهو نظام يمتثل المكلفون بموجبه بالتزاماتهم الضريبية دون تدخل من الإدارة الضريبية.
وانطلاقاً من هذه الأهداف الطموحة وهو ما تعمل عليه الهيئة العامة للضرائب والرسوم حالياً باشرنا بتنفيذ العديد من الإجراءات أهمها إطلاق نظام تسجيل المكلفين على مستوى القطر ومنحهم الرقم الضريبي وإصدار الجيل الثاني من البيان الضريبي كخطوة أولى لتطبيق نظام التقدير الذاتي الذي تعتزم الهيئة تطبيقه مع بداية عام 2013 عن بيانات 2012 والذي سيمكن الإدارة من معالجة بيانات المكلفين وفق برنامج إدارة المخاطر وفرز البيانات حسب درجة خطورتها.
وإن التعديل الذي طرأ على شكل البيان الضريبي سيمكن الإدارة الضريبية من إصدار تكاليف ضريبية دقيقة وبعيدة عن التقدير والآراء الشخصية لأنها ستبنى على دراسات تحليلية للمعلومات المدونة في البيان والقوائم المالية وتبرز أهمية البيان الضريبي لأي إدارة ضريبية حديثة كونه المرآة التي تعكس كافة أنشطة المكلف.
إن من أولويات وزارة المالية حالياً تتجلى بتبسيط إجراءات التحاسب الضريبي وإعادة النظر بالتشريعات الضريبية النافذة بهدف الوصول إلى الضريبة الموحدة على الدخل وفتح صفحة جديدة مع السادة المكلفين وإعادة الثقة بينهم وبين الدوائر المالية.
كما بدأت الوزارة بتنفيذ مشروع الأتمتة الشاملة في مديريات الماليات ومديريات المال في كافة أنحاء القطر وفي قطاعي الإنفاق والإيرادات.
ختاماً، أدعو السادة المكلفين للمساهمة معنا عبر موقع الهيئة العامة للضرائب والرسوم للمشاركة الفاعلة لإنجاز ما نصبو إلى تحقيقه للمساهمة في بناء سورية الحبيبة.