دمشق- تشرين
إبراهيم غيبور
في إطار قيام الهيئة العامة للضرائب والرسوم بتحديث النماذج والبيانات الضريبية وبغية الوصول إلى بيانات ضريبية شاملة تراعي خصوصية بعض المهن والفعاليات، اتجهت الهيئة حديثاً نحو إصدار نماذج ضريبية خاصة تحاكي كل فعالية من الفعاليات الخدمية المكلفة بضريبة الدخل على الأرباح الحقيقية، لتشكل هذه الخطوة حلقة في سلسلة برنامج الإصلاح الضريبي الذي أطلقته الهيئة ونتج عنه العديد من المراسيم والقوانين الرامية إلى مد جسور من الثقة بينها وبين المكلفين.
تجربة أولى
إن النموذج الضريبي الجديد يختلف عن البيان العام من كونه يدخل في أدق التفصيلات الخاصة بمهنة أو بعمل من الأعمال الخدمية التي يقدمها المكلفون بضريبة الدخل على الأرباح الحقيقية، حسبما أوضحه زبير درويش مدير عام الهيئة العامة للضرائب والرسوم في تصريح لجريدة «تشرين»، حيث أكد أن الهيئة بدأت العام الماضي بتحديث نماذج البيانات الضريبية جميعها بداية من إعداد نماذج خاصة بقطاع المصارف وشركات التأمين، واليوم تم الانتهاء من إعداد نموذج بيان المشافي الخاصة ليصار إلى تعميم هذه التجربة على بقية الأنشطة الخدمية.
مثال نموذج
ويتضمن البيان الضريبي للمشافي الخاصة كنموذج جديد تم اعتماده جدولاً بعدد العمليات الجراحية على مختلف أنواعها التي أجريت خلال سنة التكليف مبيناً فيه أسماء الأطباء الذين أجروها وعناوينهم ونوع العملية والأجور التي تقاضاها كل طبيب مهما بلغت، فضلاً عن جدول بحركة المرضى في المشفى خلال سنة التكليف، وجداول بأعداد: (العمليات الجراحية الكبرى- العمليات الجراحية القلبية- العمليات الجراحية والنسائية- العناية المشددة- قثطرة قلبية- خدمات المعالجة الفيزيائية والكلية الصناعية- خدمات المخبر والتصوير الشعاعي- مرضى التخطيط- مجموع الخدمات المقدمة للمرضى- الإيكو بجميع أنواعه).
تكاليف عادلة
ويؤكد مدير عام الهيئة أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة الوصول إلى بيانات ضريبية تراعي خصوصية كل المهن والفعاليات والأنشطة الاقتصادية من حيث اختلاف طبيعة النشاط، وتبعاً لذلك اختلاف الإيرادات والنفقات وخصوصاً النشاط الخدمي وهذا سيساعد مستقبلاً في الوصول إلى تكاليف عادلة بلغة واحدة وقواعد عمل مشتركة بين الهيئة والمكلفين تنسجم مع الواقع الحقيقي للمكلف وتبتعد عن التقدير الجزافي من جهة، ومن جهة أخرى هذا النوع من النماذج يجعل عملية إعداد البيان سهلة وواضحة بالنسبة للمكلفين والمحاسبين القانونيين ما يؤسس لبناء علاقة جديدة مع المكلفين قائمة على أساس الثقة والوضوح والشفافية.
تمهد للتقدير الذاتي
أما بالنسبة للفائدة المرجوة من نماذج البيانات الضريبية الجديدة، فبيّن درويش أن الحصول على التفاصيل المتضمنة ضمن تلك النماذج ستساعد الهيئة في بناء قاعدة بيانات تمكن من الحصول على تقارير واضحة عن واقع هذا القطاع أو ذاك ضريبياً ما سيساعد أصحاب القرار على اتخاذ القرارات المناسبة من جهة، ومن جهة أخرى ستساعد هذه التفاصيل في التمهيد لمشروع التقدير الذاتي الذي يتقدم المكلف ببيانه الضريبي ويخضع لقراءة حاسوبية في قاعدة البيانات.
إيجاباً على التحصيل الضريبي
وأكدت رندا قزيها مديرة مديرية خدمات المكلفين في الهيئة أن التحصيل الضريبي من أهم أهداف مديرية خدمات المكلفين والهيئة بشكل عام، ولكنه ليس الهدف الوحيد لها وبالتالي نستطيع القول أن الخطوة نحو إصدار نماذج ضريبية خاصة لكل فعالية من الفعاليات الخدمية سيكون لها تأثير إيجابي في التحصيل الضريبي من جهة وستسهل على المكلفين عملية إعداد البيان الضريبي من جهة أخرى للوصول إلى تكاليف ضريبية صحيحة وعادلة.
ستحدّ من التهرب
كما أن هذا النموذج والجداول المرفقة به بحسب مديرة خدمات المكلفين ستحد من مشاكل التهرب الضريبي، لكونها فصَّلت الإيرادات التي تجنيها كل فعالية من الفعاليات التي ستخصها الهيئة بنموذج بيان ضريبي خاص بها، كذلك النفقات التي تتحملها بطريقة سهلة وواضحة وتتطابق مع الواقع الفعلي لتلك الفعاليات الخدمية وتصنيف الجهات التي تتبع لها، فضلاً عن توضيح ما النفقات المقبولة والنفقات المرفوضة ضريبياً؟